يصفها البعض بأنها جريئة، وأحياناً خطرة، أو بتعبير أصح "محفوفٌة بالمخاطر"، إلا أن الشغف هو ما يدفع البشر حول العالم لخوض المغامرات. كما أنهم يتسابقون لأن يكونوا الأفضل عالمياً في هذا المجال. ولا تخلوا قائمة أهدافِ أيٍ منا من مغامرة مستقبلية، ففيها تتخلد الذكريات وتتشكل اللحظات المميزة. هذا ما توّج جهود "تيم أنجيل وولف" لكسر الرقم القياسي العالمي لغينيس للأرقام القياسية في يومها السنوي.
"تيم أنجيل وولف" هي مؤسسة غير ربحية تسعى إلى الترويج لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع. وقد قطع أفرادها على مدى 5 أعوام نحو 6000 كيلومتراً قبل أن ينجحوا في الحصول على رقمين قياسيين عالميين من غينيس للأرقام القياسية لأسرع وقت في سباحة 5 كم و 10 كم مع سحب قارب الكاياك.
احتفالاً بعامه الخميسن يوم 14 نوفمبر، وتزامناً مع اليوم العالمي لغينيس للأرقام القياسية، استطاع "نيك واتسون" – وهو أب لطفلين، تحطيم الرقم القياسي الأول بعد أن واصل السباحة ساحباً ابنه من ذوي الاحتياجات الخاصة لساعتين و42 دقيقة و48 ثانية، ثم واصل السباحة إلى أن كسر الرقم القياسي الثاني خلال 6 ساعات و6 دقائق و52 ثانية.
تأسس فريق "تيم أنجيل وولف" بدايةً من نيك وزوجته دلفين وابنتهم تيا، التي تبلغ من العمر حالياً 13 عاماً، ثم تزايدت أعدادهم لتصل إلى العشرات. تسعى هذه المؤسسة إلى الترويج إلى دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع وتعزيز الصحة العامة عموماً. ولعل أهم أفراد هذه المجموعة هو "ريو" – الذي يبلغ من العمر حالياً 16 عاماً، والذي يعاني من احتياجات خاصة و اضطراب كروموسوم نادر يؤثر على كلامه ومهاراته الحركية. وقد اشركته عائلته في منافسات وسباقات بالدراجات الهوائية وسباحةً، ما جعله شاباً مرحاً ومحباً للغاية.
وفي صباح أحد أيام شهر نوفمبر من العام 2019، وتحديداً عند الساعة 6:12 انطلق نيك واتسون ساحباً ابنه ريو من على شاطئ "نادي زوارق شاطئ دبي" في رحلة اعتبرها واحدة من الأكثر صعوبة في تاريخه الذي يعود إلى 5 سنوات متواصلة من التحديات، إلا أنها على حد تعبيره كانت ممتعة للغاية.
وتحظى "تيم أنجيل وولف" – التي أسسها نيك واتسون الذي اعتاد على التحديات الجسدية القاسية باعتباره متقاعداً من البحرية الملكية البريطانية – بشعبية واسعة على مدار دولة الإمارات العربية المتحدة وما حولها. وتهدف المؤسسة إلى تعزيز الصحة العامة في المجتمع.
وقال واتسون: "يكسر هذا النوع من التحديات الحواجز بين الناس، كما أنها تغير مفهومهم في التعامل مع بعضهم البعض". وعن قدرته على الاستمرار حتى تحقيق الرقمين القياسيين، أضاف واتسون: "بعد 5 سنوات من السباحة مع ابني ريو وقطعنا سوياً مسافة 6000 كيلومتر من قيادة الدراجات الهواية والسباحة والركض، يمكنني القول بأن أثمن ما رأيته هو الابتسامة على وجهه، وهو ما دفعني للاستمرار حتى النهاية".
تعرفوا على المزيد من الأرقام القياسية التي تحتفل بروح المغامرة في كتاب غينيس للأرقام القياسية لعام 2020
من جهته قال طلال عمر، مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال افريقيا في غينيس للأرقام القياسية: "لقد شهدنا في مكتبنا الإقليمي لغينيس للأرقام القياسية مشاركات محلية رائدة عالمياً في مجالاتها، وكان لكل منها قصة هادفة تسعى إلى الهام المجتمع من حولها. ويمكنني القول بأن المشاركات هذا العام إقليمياً تعد ضمن الأبرز عالمياً، فقد آتت جهودنا في البحث عن المواهب المحلية أكلها. سنواصل سعينا في مساعدة العائلات والمدارس والشركات والأفراد على تحقيق شغفهم وتعريف العالم بإنجازاتهم في كسر الأرقام القياسية".
واستكملت "تيم أنجل وولف" موسماً حافلاً بالانجازات، تضمن انجازات مثل: كونهم سفراء للأولمبياد الخاص الألعاب العالمية 2019 في أبوظبي، واستكمالهم لتحدي #777 (7 ترياتلون لمسافات متوسطة في 7 أيام متتالية في الإمارات السبعة)، والمشاركة في تحدي دبي للجري، وهو ما كان السباق رقم 200 الذي خاضه "ريو" في تاريخه.
واختتم واتسون: "إن هدف مؤسستنا يتحقق من خلال المشاركة في الفعاليات الرياضية والمغامرات وفعاليات دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع والقيام بالخطابات المؤثرة في المدارس والقطاع الخاص. ندعوا الجميع لمحاربة مخاوفهم وملاحقة أحلامهم. يوماً ماً، ستتحقق هذه الأحلام، وهي عادة ما تتحقق في اللحظات التي لا نتوقعها".
وتمتلك "تيم أنجل وولف" أجندة زاخرة بالفعاليات الشيّقة تشمل الكثير من المغامرات والتحديات. وكان نيك قد تسلم شهادتين لرقمين قياسيين من غينيس للأرقام القياسية بالنيابة عن "تيم أنجل وولف" خلال احتفالات اليوم العالمي لغينيس للأرقام القياسية.
