صور للمهندس رودولف أولينهاوت ولسيارة Mercedes Uhlenhaut Coupe التي حققت الرقم القياسي لأغلى سيارة في العالم

حققت سيارة مرسيدس بنز من عام 1955 من طراز "Mercedes-Benz 300 SLR Uhlenhaut Coupé" الرقم القياسي لأغلى سيارة تم بيعها على الإطلاق.

بيعت السيارة خلال مزاد أقامته " Sotheby’s" في مدينة شتوتغارت الألمانية. وبلغ سعر السيارة القياسي 142 مليون دولار أمريكي.

وكان الرقم القياسي السابق، والذي تم توثيقه عام 2018، يعود إلى سيارة فيراري "250 GTO (4153 GT)" من طراز عام 1963 بقيمة 70،000،000 دولار أمريكي.

واليوم دعونا نتعرف على ما يميز السيارة القياسية وما يجعلها الأغلى عبر التاريخ.

تعتبر السيارة التي تم بيعها واحدة من نموذجين فقط مما يجعلها في غاية الندرة. ولعل ذلك بالإضافة إلى تصميمها المميز وتاريخها هو ما رفع سعرها إلى مستويات قياسية.

حققت سيارات مرسيدس العديد من الجوائز في رياضات سباق السيارات قبل الحرب العالمية، وكان من أبرز إنجازاتها الفوز عدة مرات خلال سباق "Grands Prix" في ثلاثينيات القرن الماضي. وكانت السيارة تُلقب بالسهم الفضي.

عادت مرسيدس بنز إلى ساحات السباق عام 1954 بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى والثانية. وتمكنت من الفوز بسباق الفورميلا 1 عام 1954 و1955 مع الأرجنتيني مانويل فانجيو خلف عجلة القيادة لأحدث إصدارات السهم الفضي (W196R).

يذكر أن بعض ملامح تصميم سيارة 300 SLR مقتبس من السهم الفضي (W196R)، وتكللت هي الأخرى بأوسمة الفوز خلال سباق Mille Miglia race، وكان سائقها حينها البريطاني ستيرلينغ موس.

وبعد مرور شهر، تصدرت سيارتي SLR سباق Le Mans الذي استمر لـ 24 ساعة، ولكن حدثاً مروعاً وقع بعد أن اصطدم سائق مرسيدس، بيير ليفيج، بالسيارة التي أمامه على سرعة عالية مما دفع سيارته باتجاه الحشود. فقد ليفيج على إثرها حياته مع 84 مشاهد للسباق.

أوقفت مرسيدس برنامج رياضة السيارات لمدة 30 سنة بعد وقوع الحادث المؤسف.

قبل وقوع الحادث، كان كبير مهندسي السيارات الرياضية في مرسيدس، رودولف أولينهاوت، يعمل على دمج بين سيارة السباق 300 SLR وسيارة 300 SL المنتجة للجمهور خارج إطار السباق.

ومن هنا تعرف العالم على سيارة SLR Uhlenhaut Coupe، والتي تحمل اسم المهندس رودولف أولينهاوت، وصاحبة الرقم القياسي الحالي لأغلى سيارة. وهي تعتبر فعلياً سيارة سباق 300 SLR ولكن بتصميم يسمح لقيادتها في الشوارع قانونياً. وتمتلك السيارة الأبواب الأيقونية التي تفتح عن طريق ارتفاعها مثل الأجنحة المنحنية.

صورة بالأبيض والأسود لسيارة mercedes uhlenhaut coupe، وصاحبة الرقم القياسي لأغلى سيارة في العالم

ولكن برنامج وصول السيارة إلى خطوط الإنتاج توقفت مع سحب مرسيدس نفسها خارج حلبة السباق، مما أدى إلى إيقاف مشروع 300 SLR، ولم يبقى منها سوى النموذجين اللذان عمل عليهما رودولف أولينهاوت.

وتعادل سرعة السيارة القصوى 290 كم/ساعة، أي أنها كانت الأسرع في العالم حينها، ونشير إلى أن أولينهاوت كان يستعمل السيارة ويقودها بنفسه.

كل هذه الظروف الغير اعتيادية خلاف صناعتها، وقوتها، وتاريخها، وتصميمها المميز جعلها واحدة من أساطير عالم السيارات.

ويقول مؤرخ السيارات، كارل لودفيجسن، في لقاء مع صحيفة Hagerty: "أن سبب سعرها المرتفع جداً ببساطة يعود إلى عدم توافرها للبيع على الإطلاق".

المهندس رودولف أولينهاوت بجانب سيارة Mercedes Uhlenhaut Coupe

وقال رئيس تراث مرسيدس بنز، ماركوس بريتشفيردت: "أن المشتري الخاص وافق على أن تبقى Mercedes-Benz 300 SLR Uhlenhaut Coupé متوفرة للعرض العام خلال المناسبات الخاصة".

فيما يتعلق بالسيارة الثانية، فقد بقيت من ملك مرسيدس بنز وتتواجد في متحفهم في شتوتغارت.

وستقوم الشركة باستعمال عوائد البيع في إنشاء صندوق تمويل للمنح الدراسية في مجال العلوم البيئية وإزالة الكربون.