صورتين مجمعة لعلي أصغري لمجيري خلال محاولة كسر الرقم القياسي وأثناء التحكم بطائرتين معدلتين

حلمٌ بدأ في الثامنة، لم تكن وجهته الأرض التي نعرفها، ولكن بلغ عنان السماء وعانق الغيم في مواضع عديده.. هذه هي قصة علي أصغري لمجيري.. الطيّار الشاب الذي يحرّك بقدميه ما لا يمكن للكثير منا التحريك بيديه..

تمكن الإيراني الملقب "سكاي بوي"، من تحطيم الرقم القياسي العالمي للتحكم الفردي المتزامن عن بعد بأكبر عدد من الطائرات ذات الأجنحة الثابتة الموجهة، أي انه استطاع وبشكل فردي التحكم بأكثر عدد من الطائرات بدون طيار والتي بلغت اثنان في وقت واحد. حيث اعتمد على قدميه بالتحكم بواحدة، وعلى يديه بالتحكم بالأخرى.

@gwrarabic

أكثر عدد طائرات معدلة يتم التحكم بها في نفس الوقت ✈2 من قبل علي أصغري لمجيري

♬ original sound - Guinness World Records Arabic

لم يكن أصغري عادياً منذ صغره، فكان يفكر باستمرار في كيفية مساعدة الناس على تخطي القيود وتحقيق أهدافهم، ولهذا تبع خطى والده الذي كان طيّاراً للمظلات الهوائية. ولكن نظراً لوزنه المنخفض، لم يكن بإمكانه ممارسة هذه الرياضة، لذا بدأ بالتدرب على تسلق الجبال بشكل جاد عندما كان في السادسة من عمره، باحثاً عن شغف المرتفعات في مجال آخر.

بدعم من والده، بدأ أصغري في رياضة تحكم الطائرات النموذجية عن بُعد عندما كان عمره ثمانية أعوام. وفي العمر الذي لم يتجاوز العاشرة، استطاع التحكم عن بعد بطائرة تعادل ثلاثة أضعاف ارتفاعه. لم يصدق أحد أن طفلاً في مثل هذا العمر يستطيع التحكم في طائرة تثير الرعب عندما تقلع.

علي أصغري لمجيري وهو يتحكم بطائرتين معدلتين

علي هو صبي المستحيل، ولا شيء يمكن أن يثنيه عن تحقيق أهدافه. وقد واجه العديد من العوائق والفشل في سعيه لقيادة هذه الطائرات، ولكن كل سقوط لم يزده الا إصراراً على النجاح. إن شغفه بالطيران أكبر من خوفه من الفشل، وإصراره وعمله الشاق أدى به إلى تحطيم الأرقام القياسية.

بالإضافة إلى إنجازاته في تحليق الطائرات المسيّرة، أسس علي مؤسسة تهدف إلى تحفيز المراهقين الذين يحبون تحقيق المستحيل وتشجيع الآباء على النظر بشكل مختلف لقدرات أطفالهم. علاوة على ذلك، يهدف إلى إدخال طيران الطائرات النموذجية كرياضة جديدة لمجتمع أصحاب الهمم، وقد أظهر بالفعل إمكانات هذه الرياضة كنشاط ملهم لذوي الإعاقة الجسدية.

علي أصغري لمجيري وهو يمسك بطائرتين معدلتين

لا تقتصر مواهب علي على الطيران فقط، بل يتقن أيضاً مهارة العزف على الموسيقى بيديه أثناء التحكم بطائرة مسيّرة بأصابع قدميه في نفس الوقت. وقد تضع تقنيته الفريدة وطائرته المصنعة بشكل ثلاثي الأبعاد والقادرة على تحمل الصدمات معايير جديدة في عالم الطائرات المسيرة.

ويقول: "كم هو جميل عندما تجعل الطائرة تتراقص على أنغام الموسيقى، لا يمكنني وصف هذا الشعور".

ويضيف: "لا أكاد أصدّق إنجازي بتحقيق لقب غينيس للأرقام القياسية، لقد كان تحدياً كبيراً لإمكاناتي تمكنت فيه من الوصول إلى العالم والتأكيد على أن كل شيء ممكن بالإصرار والعمل الجاد والعقلية الصحيحة. آمل أن يلهم إنجازي الشباب بأحلامهم الكبرى وأن يكون دافعاً لهم لمتابعة شغفهم، مهما بدا الأمر مستحيلاً".