صور من العصر الفيكتوري تظهر رسم لزوجين وامرأة وهيتحمل الزهور

قصة اليوم حول زواج دام لحوالي 90 عام!

ونجوم القصة هما الزوجان "سارة وجاكوب هيلر" من مقاطعة أونتاريو الكندية، والذين امتدت حياتهم عبر القرن التاسع عشر.

استمر زواجهما القياسي لمدة 88 عام و349 يوم محققين بذلك الرقم القياسي لأطول زواج على الإطلاق (أي عبر التاريخ).

تم توثيق عائلة هيلر بالرقم القياسي بعد عملية تدقيق لشهادة وفاة سارة التي تعود إلى 8 أبريل 1898.

امرأة مع طفلها عام 1890

عاشت سارة حتى سن 106 و23 يوم قبل وفاتها إثر كبر عمرها وإصابتها بمرض طفيف.

ولدت سارة عام 1792، وتدل وثائقها الرسمية على أنها تزوجت من جاكوب ميلر وهي في عمر 18 عام، والذي كان لا يزال على قيد الحياة عند وفاتها.

احتفل الثنائي بزوجهما في 23 أبريل من عام 1809 في جيميستاون في كندا.

ونشير إلى أن جاكوب أصغر من سارة بثلاث أعوام، وولد بالتحديد في 20 أكتوبر 1789 في منطقة إرنستاون، في شرق مقاطعة أونتاريو الكندية.

انتقل الزوجان لاحقاً للعيش في الولايات المتحدة الأمريكية بعد 1812 كما أوضح مقال نُشر من قبل "The True Northener" عام 1889.

وبحسب ما ورد في وثائق التعداد عام 1880، عمل جاكوب بعدما استقر الزواج في الولايات المتحدة الأمريكية كمزارع، في حين كانت سارة ربة منزل.

امرأة من العصر الفيكتوري وهي تحمل زهور

استقر الزوجان لفترة وجيزة في مارين سيتي، وانتقلا لاحقاً إلى إلكتون، في ولاية ميشيغان. وتم دفنهما في مقبرة أوليفر تاونشيب.

وبحسب مقالات من قبل مراسل (صحفي) بعث من قبل "The Cincinnati Enquirer" لمقابلة الزوجان المميزان، وصف جاكوب على أنه "رجل معتدل الطول والبنية"، وعلى أنه "يبدو كرجل متزن يفكر بدقة قبل التصرف، وأنه شخص تحمل الكثير من المصاعب والعقبات التي يفشل الكثير من الرجال من التعامل معها".

ولكن كبر العمر كان أشقى وأقصى على سارة، والتي وصفت بالتالي: "لقد كان مرور الأيام والوقت أقسى عليها بكثير، كانت تجلس بشكل شبه عاجزة في الزاوية، وكأن عمرها يتضاعف مع مرور السنين".

على الرغم من كبر عمرها والعمى الذي أصابها، إلا أنه تم ملاحظة مدى نعومة بشرتها، ولاتزال بعض من ملامحها الجميلة من فترة شبابها موجودة.

بعكس الصحة الجيدة التي كان يتمتع بها زوجها على الرغم من كبر سنه، لم تكن تلك حالة سارة، التي أخبرت المراسل بأن أيامها أصبحت معدودة قائلةً: "لن أعيش لفترة أطول من هذه".

رسمة ملونة من الزمن الفكتوري تظهر زوجين

لعل أكثر ما يميز قصة الزوجان هيلر هو صعوبة الحقبة الزمنية التي عاشا خلالها، في عام 1841، كان متوسط العمر للنساء 42 سنة فقط.

أما الرجال، فكان المتوسط 40 عام.

أدت التطورات الطبية بالإضافة إلى تحسين مستويات النظافة العامة لاحقاً إلى رفع متوسط العمر لكلا الجنسين، ولكن في ذلك الوقت الذي عاش فيه الزوجان، كان من المذهل وصول شخصين إلى هذا العمر، متفوقين بكثرة على متوسط دورة الحياة المتوقعة حينها. كما أنهما عاشا وحيدين دون وجود أشخاص لمساعدتهما في حياتهما اليومية. كل هذه الأمور أدت إلى وقوع ضجة كبيرة حولهما وبالأخص من قبل الصحافة الوطنية آن ذاك.

أدت حياتهما الزوجية الطويلة إلى تشكيل عائلة كبيرة.

ذكرت حينها الصحف أن "لدى الزوجان 11 من الأبناء، أكبرهم سناً عاش حتى عمر 87، وأصغرهم عاش حتى 52 عاماً".

عاش سبعة من أبنائهم إلى ما بعد سن الطفولة، حيث كان الكثير من الأطفال يتوفون خلال أول بضع سنوات من حياتهم.

وحين بلغ الزوجان سناً متقدماً، قام كلاهما ببيع جميع ممتلكاتهما والذهاب للعيش مع أحد أبنائهم بحسب ما أفادت به "The Napanee Beaver".

إلا أنهما لاحقاً عادا للعيش لوحدهما لمدة 8 سنوات نظراً لكونهم بصحة جيدة لا تتطلب أي رعاية.

صورة بالأبيض والأسود لمنزل من زمن قديم

توفيت سارة بعد ذلك وأحدث ذلك ضجة كبيرة بين الصحف الأمريكية، وتحدثت صحيفة " True Northerner " عن مدى حزن زوجها جاكوب لفقدها وانعكس ذلك على صحته.

توفي جاكوب بعد عام من فقدان زوجته في 1899 عن عمر يناهز 109.

شهد الزوجان خلال حياتهما الكثير من الصراعات التاريخية والتطورات التكنولوجية التي غيرت العالم.

وامتدت حياتيهما معاً عبر قرن كامل من الزمن، ومن السهل فهم السبب الذي جذب اهتمام الصحف إليهما في ذلك الوقت.

ونحن على يقين بأن إنجازهما الرائع وقصة حبهما ستستمر بين الأجيال في المستقبل.

تعرفوا على المزيد من غينيس للأرقام القياسية باللغة العربية، يمكنكم قراءة المزيد من مقالاتنا الإلكترونية.

أو الاطلاع على وسائل التواصل الاجتماعي: