صور مجمعة لإلهام سادات أصغري أثناء محاولة كسر الرقم القياسي

حققت إلهام سادات أصغري، سباحة إيرانية، إنجازاً ملحوظاً بتحطيم الرقم القياسي الرابع لها في العالم، وهو أسرع زمن للسباحة لمسافة 5 كيلومترات وسحب قارب كاياك في ساعة و58 دقيقة و40 ثانية.

حيث يتوجب على النساء في إيران اتباع قواعد اللباس المحددة، التي تشترط تغطية شعرهم وجسدهم، بغض النظر عن ديانتهم أو جنسيتهم. كما يُتوقع من الرياضيات النساء القيام بالتمارين على حدة عن الرجال، في مسابح للنساء فقط أو في أوقات تدريب محددة للنساء.

وقد حطمت إلهام العديد من الأرقام القياسية التي كانت تحملها الرجال سابقاً، بما في ذلك الرقم القياسي لأسرع سباحة لمسافة 10 كيلومترات بيد واحدة في المياه المفتوحة، التي تم إكمالها في 4 ساعات و58 دقيقة، محطمة بذلك الرقم القياسي السابق الذي كان يحمله تيودور تسفيتكوف من بلغاريا. كما أنها وضعت معياراً جديداً للسباحة على مسافة أبعد بينما ترتدي الأصفاد، إذ حطمت هذا الرقم الرمزي مرتين متتاليتين.

@gwrarabic

حققت إلهام سادات أصغري، سباحة إيرانية، إنجازاً مميزاً لأسرع زمن للسباحة لمسافة 5 كيلومترات وسحب قارب كاياك في ساعة و58 دقيقة و40 ثانية ⭐

♬ original sound - Guinness World Records Arabic

تعلمت إلهام أصغری السباحة عندما كانت في الخامسة من عمرها، وبدأت في تدريس السباحة عند بلوغها السابعة عشرة. كان حلمها السباحة في المياه المفتوحة، لذلك بحثت عن برامج تدريبية عبر الإنترنت لتحقيق هذا الهدف. وقد دعم والدها، الذي كان يعمل كمصارع، جهودها وحثها على تحطيم الأرقام القياسية.

وأوضحت إلهام أن "مشاركة المرأة الإيرانية تقتصر على البطولات للفئات النسائية فقط، ولا يسمح لها بالمنافسة في الخارج حيث يشاهدها الرجال وهي ترتدي ملابس السباحة".

وأضافت إلهام أن "هذا الرقم القياسي الأخير كان الأصعب على الإطلاق بالنسبة لها، لأنه يتطلب مزيجاً من القوة والسرعة والتحمل، وأنها أكثر ملاءمة للسباحة على المدى الطويل. وعند الكيلومتر الثالث، كانت ساقاها مستنزفتين تماماً وكان هناك ضغط كبير على ظهرها".

في يونيو عام 2013، قطعت إلهام مسافة 20 كيلومتراً في البحر الأسود، على الرغم من العراقيل التي تواجهها الرياضيات الإيرانيات. وللالتزام بهذه القيود، طورت إلهام بدلة سباحة خاصة تغطي الجسم بالكامل، وتزيد من وزنها بستة كيلوغرامات إضافية في الماء.

إلهام سادات أصغري بعد خروجها من البحر بعد محاولة كسر الرقم القياسي

وقالت إلهام: "في معظم الأوقات، يرافقني والدي، لكنه لم يستطع مرافقتي في هذا الرقم القياسي الخاص بسبب سنه المتقدم، لذلك قمت بهذا الإنجاز بمفردي هذه المرة".

في عام 2008، اعترفت وزارة الرياضة الإيرانية بسباحة أصغري لمسافة 12 كيلومتراً وهي ترتدي ملابس السباحة الكاملة. ومع ذلك، في عام 2010، واجهت أصغري عقبة عندما حاولت السباحة حول جزيرة كيش وتعرضت لتدخّل من قبل قوارب الشرطة تسبب في إصابتها. أخذت أصغري استراحة من السباحة، لكن بعد الخضوع للعلاج، استأنفت التدريب والسباحة لمسافة خمس كيلومترات كل ليلة والجري لمسافة 12 كيلومتراً يومياً.

في 11 يونيو 2013، قامت أصغري بالسباحة لمسافة 20 كيلومتراً ذهاباً وإياباً لمدة ثمان ساعات من الساعة 5:30 صباحاً حتى الساعة 2:30 مساءً في بحر قزوين بالقرب من مدينة ساحلية بإقليم مازندران في إيران، على شاطئ نسائي خاص لتجنب أي تعارض مع قوارب الشرطة. ومع ذلك، حاول ممثل وزارة الرياضة الإيرانية تقليل المسافة التي قطعتها إلى 15 كيلومتراً، ثم لاحقاً استطاعت إلهام اقناع الوزارة بقبول 18 كيلومتراً، إلا أن الوزارة تراجعت عن اعترافها ذاك مدعية أن المسافة لا تنسجم مع معاييرها وأن اللباس غير لائق. ولكن مؤيدي أصغري لاحظوا أن ملابس السباحة التي ترتديها هي نفسها التي استخدمتها في رقمها القياسي عام 2008.

إلهام سادات أصغري وهي تنظر على البحر

وبعد نشر فيديو لها عبر الإنترنت، بمساعدة مديرها، حصلت أصغري على دعم آلاف المعجبين على فيسبوك، وتدفقت التحيات مع تزايد وعي الناس بحالتها. وفي الفيديو، وعدت أصغري بأنه لن يضطر النساء لارتداء ملابس السباحة الثقيلة في المستقبل.

تقول إلهام: "جهودي الدؤوبة في النضال من أجل حقوق المرأة وتحدي الصعوبات لم تكن سهلة أبداً. طوال حياتي، كرست نفسي لهذه القضية ورفضت الانحياز أمام أي عقبة في طريقي. وتعزيزاً لالتزامي وعزيمتي، جعلت من الأرقام القياسية التي حققتها، والتي أقرت بها غينيس للأرقام القياسية، منصة لي ودليلاً على قوة وصمود المرأة. أشعر بالفخر باعتراف هذه المؤسسة العالمية بإنجازاتي وآمل أن تكون منصة لإلهام النساء الأخريات للانضمام إلى هذا النضال المهم".

تضيف إلهام: "أجد في غينيس للأرقام القياسية المنصة الداعمة لمشاركة رسالتي مع العالم، وأفتخر بما أفعله. رحلتي كانت صعبة، لكن تحطيم هذه الأرقام القياسية مدتني بمزيدٍ من الإيمان بنضالي من أجل حقوق المرأة. سأواصل الالتزام بالقضية، وإنجازاتي القياسية هي دليل على عزيمتي التي لن تنقطع".

على الرغم من مواجهة العديد من العقبات وتحمل الكثير من المصاعب، إلا أن إلهام بأن مسيرتها ستلهم الأجيال القادمة ليواصلن إرثها في تمكين المرأة في مواجهة الصعوبات والنضال من أجل عالم أكثر عدلاً ومساواة.

تعرفوا على المزيد من غينيس للأرقام القياسية باللغة العربية، يمكنكم قراءة المزيد من مقالاتنا الإلكترونية.

أو الاطلاع على وسائل التواصل الاجتماعي: