صورة مجمعة تظهر هنري جنكينز ولوحة تذكارية له

الياباني جيرويمون كيمورا، هو أكبر رجل معمّر تم تسجيله وتوثيقه لدينا في غينيس للأرقام القياسية عن عمر يناهز 116 عام (ما بين عام 1897- وحتى 2013).

اما فيما يتعلق بتوثيق الرقم القياسي لأكبر معمر على الإطلاق (أي لكلا الجنسين)، فيعود الإنجاز إلى امرأة تدعى جين كالمينت (1875-1997) من فرنسا عن عمر يناهز 122 عام.

ولكن، هناك رجل واحد يعتقد ذات يوم - ولا يزال البعض يؤمن بذلك - أنه وصل إلى عمر أكبر بكثير من كل من جيرومون وجين.

بطل هذه القصة هو هنري جينكينز، وهو رجل إنجليزي دفن في 9 ديسمبر عام 1670. وكان يدّعي أنه ولد عام 1501، مما يعني أنه وصل إلى عمر 169 عاماً عند وفاته.

نشير إلى أن تاريخ ميلاده غير موثق، حيث أن الاحتفاظ بسجلات الرعاية لم تكن حينها أمراً مطلوباً (حتى عام 1538). ولكن تاريخ دفنه كان مسجلاً. ووصف في السجل على أنه "رجل كبير جداً في السن، وفي غاية الفقر".

عمل هنري خلال حياته كمزارع، وكما عمل في صيد الأسماك، وكما أنه ادعى أيضاً أنه كان كبير الخدم عندما في صغره لدى أحد النبال نبلاء، وهو اللورد ويليام كونيرز (1468–1524) في قلعة هورنبي.

وكان هنري يحظى بمستوى مرتفع من اللياقة البدنية، وبالأخص بعد تقدمه بالسن. حيث يقال بأنه كان يعبر نهر سويل سباحة عندما كان عمره أكثر من 100 عام. ويقال أيضاً أن ذاكرة هنري حافظت على قوتها، وكان قد تم استدعاؤه إلى المحكمة في عدة مناسبات للإدلاء بشهادته.

صورة هنري جنكينز

توجد وثيقة من قضية في عام 1667، عندما ظهر هنري كشاهد خلالها بين القس تشارلز أنتوني وكالفيرت سميثسون فيما يتعلق بدفع ضرائب العشور. سجل في نسخة من شهادته، ذكر هنري خلالها - تحت القسم - أنه كان يبلغ من العمر "مئة وسبعة وخمسون، أو قرابة ذلك".

لكن توجد بعض التناقضات في هذه الادعاءات. قبل بضع سنوات، في عام 1662 أو 1663، ادعى هنري أن عمره كان إما 162 أو 163 عام. وقد قال ذلك لامرأة ثرية تدعى آن سافيل، والتي التقى بها وهو يطلب التبرعات. هكذا كان يكسب المال بعد تقدمه في السن.

كتبت آن في رسالة إلى الدكتور تانكريد روبنسون بعد فترة وجيزة من لقائها بهنري: "كان لدي رغبة في التأكد من ادعائه". حيث كان لديها بعض الشكوك حول عمر هنري المزعوم.

بدأت آن باستجواب هنري، وطلبت منه أن يذكر أول ملك يتذكره، وكان جوابه هنري الثامن، الذي حكم في الفترة من 1509 إلى 1547. وأن "الشيء العام الذي يتذكره عن تلك الفترة" هو معركة فلودن فيلد، التي وقعت في 9 سبتمبر 1513، عندما قال إنه كان حينها "بين العاشرة والثانية عشرة".

استفسرت آن أكثر، وسألت أكثر عن التفاصيل ما بين السطور، وسألته عما إذا كان الملك حاضراً في المعركة، فأجاب هنري: "لا، كان في فرنسا، وكان إيرل ساري الجنرال".

وأضاف: "لقد تم إرسالي إلى نورثاليرتون ومعي حمولة من الأسهم، لكنهم أرسلوا معهم صبياً أكبر مني إلى الجيش".

بحثت آن في تفاصيل إجابات هنري لاحقاً، ووجدت أن جميع ما ذكره صحيح حول الملك، والجنرال، وتواجد هنري الثامن في فرنسا.

لم يكن من الممكن لهنري معرفة هذه المعلومات إلا إذا كان متواجداً في المعركة، نظراً لكونه غير متعلم، ولا يستطيع القراءة أو الكتابة. وتوصلت آن إلى نتيجة أنه كان بالفعل كبيراً في العمر كما ادعى.

في نفس الرسالة التي كتبتها آن، أشارت أيضاً إلى أنها تحدثت مع أربعة أو خمسة معمرين أخرين قالوا جميعاً إن هنري كان رجلاً مسناً منذ أن عرفوه.

لوحة تذكارية لهنري جنكينز

ومع كل ذلك، لا يمكن اعتبار أي من هذه الأمور دليلاً قاطعاً على عمر هنري.

نشير إلى أن الوثيقتين الباقيتين والوحيدتين اللتين تذكران عمر هنري، هما كما أشرنا رسالة آن سافيل من 1662/1663، ونسخة من شهادة هنري في القضية عام 1667. وكلاهما لا يحتويان على أي دليل حقيقي أو ملموس يدل على عمره. يكمن دليل القصتين في ادعائه، وحتى حينها، كان عمره مختلف في الروايتين.

كما أنه لا يوجد أي أثر حقيقي لوجوده قبل عام 1662/1663، وهذا أمر غريب لرجل من المفترض أنه عاش لمدة 169 عام، يلقي هذا الأمر الكثير من الشك على عمره المزعوم.

بغض النظر عن كل ذلك، تم نصب مسلة مخصصة لذكرى هنري في عام 1743، في باحة كنيسة القديسة ماري (المكان الذي دفن فيه). ونصبت أيضاً لوحة من الرخام الأسود موضوعة داخل الكنيسة. نقش عليها الدكتور توماس تشابمان، الذي كان حينها رئيساً لكلية ماجدالين بجامعة كامبريدج، قائلاً: "لا تخجل، أيها الرخام، للحفاظ على ذكرى هنري جينكينز من النسيان"، ويمضي قائلاً "عاش حتى سن مذهلة عادل 169 عام".

تعرفوا على المزيد من غينيس للأرقام القياسية باللغة العربية، يمكنكم قراءة المزيد من مقالاتنا الإلكترونية.

أو الاطلاع على وسائل التواصل الاجتماعي: إنستغرام، ثريدز، تيك توك، سناب تشات.