صورة مجمعة لامرأة مسنة ومصعد

يوم جديد يصحبه قصة تاريخية جديدة.

في الأول من يناير عام 1988، بينما كان العالم بأسره يحتفل بالعام الجديد، كانت كيفيلي باباجون البالغة من العمر 76 عام عالقة في مصعد في قبرص.

وعلى مدار أربعة أيام (حتى ليلة رأس السنة)، نجت كيفيلي من البرد القارص وقاومت الجفاف الذي أصاب جسدها بفضل تقنين الفواكه والخضروات والخبز التي كانت معها في حقيبة التسوق.

تم إنقاذ كيفيلي في اليوم التالي في 2 يناير، بعد أن أمضت ستة أيام داخل المصعد، وذلك رقم قياسي عالمي لأطول فترة يتعلق بها شخص داخل مصعد.

نشير إلى أن الستة أيام تعد ضعف الرقم القياسي السابق، والذي كان يعادل 62 ساعة، والمسجل للإنجليزي جراهام كوتس في الفترة ما بين 24 إلى 27 مايو 1986.

عاشت كيفيلي سابقاً في منطقة مانهاتن في نيويورك - والمعروفة بكثرة ناطحات السحاب والمباني الضخمة - لأكثر من أربعة عقود. وكانت تستخدم المصاعد مراراً وتكراراً بشكل يومي دون أن تواجه أي مشكلة على الإطلاق. ومع ذلك، عند عودتها إلى مسقط رأسها في ليماسول، نفذ حظها، وتعطل المصعد وهي بداخله.

بدأت قصة كيفيلي المرعبة يوم 28 ديسمبر، ويصادف ذلك اليوم عودة المتاجر لفتح أبوابها من جديد بعد فترة عيد الميلاد. وكانت قد خرجت للتبضع من البقالة. ولكنها عند عودتها إلى شقتها في الطابق الثالث، علقت داخل المصعد في الطابق الثاني.

وعلى الرغم من الصراخ والطرق المستمر على الباب، لم يسمع أحد صراخ كيفيلي للمساعدة.

كان المبنى السكني يقع في شارع أنيكسارتيسياس، وهي منطقة مزدحمة نظراً لكثرة متاجر التسوق. على الرغم من ذلك، كانت كيفلي الشخص الوحيد الذي يعيش داخل المبنى بأكمله والمكون من أربعة طوابق. كانت جميع الشقق الأخرى فارغة.

وفي حديث لها مع صحيفة National Enquirer، قالت كيفيلي: "لقد أصابتني رعشات في العمود الفقري وكنت أعرق بشكل مفرط على الرغم من أنني أشعر بالبرد".

تضيف حول ما جرى أول يوم أن المصعد كان صغيراً جداً لدرجةٍ لا تسمح لكيفيلي حتى بالاستلقاء. وقالت إنها لم تتمكن من النوم أثناء الليل، وكانت تدعو لمريم العذراء وهي تنتظر حتى الفجر، حينها استأنفت الضرب على الجدران والصراخ للمساعدة.

وتذكرت قائلةً: "عندما بدى لي أنني سأمضي ليلة أخرى في هذا المصعد، أحسست بأنني سأفقد صوابي".

لم تكن كيفيلي قد أكلت أي شيء حتى تلك اللحظة، حيث أنها كانت تحاول أن تأكل أقل قدر ممكن لتجنب الاضطرار إلى استخدام المرحاض، ولكن للحفاظ على قوتها، أكلت القليل من الطماطم التي كانت قد اشترتها.

تضيف كيفلي في وصف أنها بدأت تشعر بالضعف في اليوم الثالث، وبعد أن جلست لتريح ساقيها، وجدت لاحقاً أنها غير قادرة على النهوض مرة أخرى. وبقيت في تلك الوضعية للأيام الثلاثة التالية.

وبحلول اليوم الرابع، كانت قد ضعُفت بشكل أكبر ولم تعد تشعر بالجوع أو العطش، رغم أنها استمرت في تناول كميات صغيرة من الطعام.

ولم تتذكر كيفلي الكثير من التفاصيل عن اليومين الخامس والسادس، قائلة إنها كانت في مرحلة من "الغشيان".

وكانت كيفيلي قد أبلغت أقاربها في ليماسول بأنها ستزور مدينة بافوس لبضعة أيام، لذلك لم يأت أحد للبحث عنها لأنهم ظنوا بأنها قد تركت المدينة. على الرغم من ذلك، اتصلت ابنة أختها لتطمئن عليها في بافوس، وعلمت حينها أن عمتها لم تصل إلى المدينة.

بعد أن علمت بعدم وصول عمتها، قامت بالتواصل بقسم الإطفاء لمساعدتها، وتم إرسال فريق إنقاذ إلى شقة كيفيلي (عبر الدرج لتعطل المصعد) لكسر الباب.

بالطبع، لم تكن كيفلي في شقتها، ولكن ضوضاء محاولة كسر الباب أيقظتها لحسن الحظ، وتمكنت من حشد ما يكفي من الطاقة لتصرخ مرة أخرى.

عثر الفريق عليها على الفور وتم إطلاق سراحها، قبل نقلها إلى المستشفى. ونشير إلى أنها مكثت لعدة أيام في المشفى للتعافي من الجفاف والصدمة النفسية وألام في يديها وقدميها بسبب ضربهما بجدار المصعد.

وتقول "بعد الأيام الثلاثة الأولى، لم أتمكن من الوقوف، وفي نهاية المطاف انتفخت أرجلي. أحمد الله أنهم عثروا على قبل فوات الأوان".

قال الأطباء أنه في حال عدم العثور عليها، لما كان في وسع كيفيلي البقاء على قيد الحياة ليوم آخر.

بعد تعافيها، تخلت كيفيلي عن خططها للتقاعد في قبرص، وعادت إلى نيويورك عوضاً عن ذلك، حيث عاشت مع أبنائها لمدة ثماني سنوات أخرى قبل وفاتها في عام 1996.

تعرفوا على المزيد من غينيس للأرقام القياسية باللغة العربية، يمكنكم قراءة المزيد من مقالاتنا الإلكترونية.

أو الاطلاع على وسائل التواصل الاجتماعي: إنستغرام، ثريدز، تيك توك، سناب تشات.