فيصل جواد هاشم وهو يغوص تحت الماء على كرسي متحرك

"أنا أؤمن بأن العظمة لا تقاس بما نفقده، بل بما نستطيع تحقيقه رغم كل الظروف".. كلمات شاركها معنا الرياضي العالمي فيصل جواد هاشم بعد تحقيقه رقماً قياسياً عالمياً جديداً في "دبي أكواريوم"، بعد أن أكمل أسرع غوص تحت الماء مستخدماً كرسياً متحركاً، مغطياً مسافة 400 متر في زمن قدره 36 دقيقة و57 ثانية، في 23 فبراير 2024. حيث يمثل هذا الإنجاز لحظة تاريخية في عالم الرياضات التكيفية.

فيصل، الذي يحمل بالفعل رقمين لقبين سابقين في غينيس للأرقام القياسية، خصص أربعة أشهر للتدريب المكثف على اللياقة البدنية، السباحة، والغوص، استعداداً لهذا التحدي.

يذكر أن فيصل تعرض إلى كسر في العمود الفقري إثر حادث سيارة قاده إلى شلل في نصفه السفلي. ويقول: "أدركت بعد أربع سنواتٍ من الحادث الذي أحدث أهم انقلابٍ في حياتي أنني سأجعل من هذا الحادث ثاني أهم انقلاب وليس الأول. فسعيت جاهداً للحصول على رخصة غوص دولية معتمدة".

وقال فيصل معرباً عن سبب اختياره للغوص بكرسي متحرك، أن هذا التحدي يبرز القدرات الاستثنائية للأشخاص ذوي الإعاقة ويعيد تعريف النظرة المجتمعية نحو الكراسي المتحركة، من رموز للإعاقة إلى رموز للتحدي والإنجاز.

ويقول: " مع كل غطسه، أحاول أن أثبت لأصحاب الهمم أن الحدود مجرد خطوط وهمية. الكرسي متحرك ليس قيداً، وهذا ما برهن عليه كثير من الرياضيين حول العالم. يجب أن يدرك العالم بأن الأرقام تتغير، لكن العزيمة تبقى خالدة."

من خلال هذه الإنجازات، يُظهر فيصل أن الغوص والرياضات المائية يمكن أن تكون وسيلة للتأهيل والعلاج، موفرةً له ولغيره من الأشخاص ذوي الإعاقة فرصة لتعزيز الصحة البدنية والنفسية. حيث يتحدث عن التغيير الإيجابي في حياته من خلال الغوص، مشيراً إلى أن الرياضة لا تقتصر على تحسين اللياقة البدنية فحسب، بل تساهم أيضاً في تعزيز الثقة بالنفس والإحساس بالحرية.

فيصل وهو يجلس على كرسي متحرك أثناء الاستعداد للغوص

إلى جانب تحطيم الأرقام القياسية، يرغب فيصل في استخدام تجربته لتحفيز الأشخاص ذوي الإعاقة وغيرهم على مواجهة الصعاب وتحقيق أهدافهم. يأمل أن يكون مصدر إلهام للأجيال القادمة، مؤكداً أن العقبات يمكن تحويلها إلى فرص للنجاح والتألق.

ويضيف: "لا أصدّق ما فعلت. لقد كانت رحلّة رائعة للوصول إلى ثلاث ألقاب عالمية من غينيس للأرقام القياسية. نعم أنا على كرسي متحرك، ونعم، أنا من يرسم مسار النجوم تحت الماء لأني أؤمن بأن العظمة لا تقاس بما نفقده، بل بما نستطيع تحقيقه رغم كل الظروف".

فيصل يحمل لقبين سابقين من غينيس هما: أسرع فترة لغوص 10 كم بتقنية سكوبا، والذي حصده في أغسطس 2018 بوقت قياسي بلغ 5 ساعات و24 دقيقة، وأسرع وقت لسباحة 1 كم في المياه المفتوحة – تصنيفات الشلل الثنائي CID2.

تعد تجربة فيصل دليلاً قوياً على أن الرياضة هي أداة فعالة للتغيير الاجتماعي، قادرة على تحدي الصور النمطية وتعزيز الدمج الاجتماعي. كما يسلط هذا الإنجاز الضوء على الحاجة إلى توفير المزيد من الفرص الرياضية للأشخاص ذوي الإعاقة، ويؤكد على الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه في تحسين نوعية حياتهم.

تعرفوا على المزيد من غينيس للأرقام القياسية باللغة العربية، يمكنكم قراءة المزيد من مقالاتنا الإلكترونية.

أو الاطلاع على وسائل التواصل الاجتماعي: إنستغرام، ثريدز، تيك توك، سناب تشات.